ولد السيد حسين بدر الدين الحوثي عام 1959 في محافظة صعدة اليمنية. تربّى في كنف والده السيد بدر الدين الحوثي عالِم القرآن حيث تلقى علومه الأولى في التربية والمسؤولية الدينية والأخلاق المثلى والجهاد والشجاعة. والذين كان يصرّ على السيد حسين واخوانه ال12 أن لا يخشوا قول الحق لو كلّفهم الأمر بذل حياتهم لقاء ذلك.
أنشأ السيد جمعية “مران الاجتماعية الخيرية” بهدف خدمة المجتمع الذي دائماً ما كان يعمل على تنميته، قدم من خلالها العديد من المشاريع أهمها: بناء مستوصف مران الكبير وتجهيزه بالكادر الطبي والتقني، وتشييد العديد من الدارس الرسمية والدينية…
عام 1993 دخل السيد الحوثي إلى مجلس النواب على لائحة “حزب الحق”، فلعب دوراً مهماً خاصة من ناحية العمل على قوانين محاربة الفساد، فيما لم يوافق أو يوقع على أي قرض لاعتباره أن الشعب لن يستفيد منه بل سيوزع على أصحاب السلطة والنفوذ.
عام 1994 لعب السيد دوراً بارزاً فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية حيث رعا المصالحة بين طرفي الخلاف، ليكون بذلك جنّب اليمن حرباً كانت ستكون دموية.
غير أنه وبعد معرفته أن السلطة لن تكف عن محاولة اختلاق النزاع جنّب السيد نفسه وأتباعه عن التدخل حتى لا يكون شريكاً بأي شكل من الأشكال بسفك الدماء التي كان حريصاً على أن تُصان. فغادر صعدة رغم الإقامة الجبرية التي كانت قد فرضت عليه من أجل تأييد الحرب إلا أنه أصر على موقفه، وقاد العديد من المظاهرات في مجابهة الحكومة اليمنية وقتها حتى واجهته بالقوة العسكرية حيث اعتقلت العديد من المتظاهرين وحاولت تدمير منزله.
بعد ذلك تسلّم السيد منحةً دراسية إلى السودان أثناء عضويته لمجلس النواب، حيث أكمل دراسته العليا متابعاً نشاطاته الثقافية والسياسية بين أوساط الجامعة ليعود بعد عدة سنوات إلى اليمن ويتابع تحضير رسالة الماجستير في علوم القرآن.
كان السيد معروفاً بمواقفه المعادية للاستكبار حيث حذّر اليمنيين منذ عشرات السنين من أطماع الولايات المتحدة في اليمن ولذلك كان أول من أطلق شعار “الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام” عام 2002.
بعد حضور الرئيس اليمني علي صالح اجتماع الدول الثمان الصناعية في ولاية جورجيا الأميركية غير المعتاد استغرب السيد الحوثي، وعلِم أن حرباً تُهيّأ. وبعد رسائل التهديد التي وصلت للسيد للتخلي عن الشعار الذي أطلقه ورفضه ذلك قام “علماء النظام” بإصدار الفتاوى لقتله.
دائما ما حاول السيد حسين الحوثي إفهام الجميع صحّة موقفه وتحذير الرئيس اليمني أنه سيلقى مصير شاه إيران إذا ما انسلخ عن شعبه الا ان قرار اغتياله وقمع تحركاته كان قد اتخذ.
اغتيل السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي حرقاً بالقنابل مع عائلته ومجموعة من الجرحى في جبل مران، بعد حرب دامت أكثر من ثمانين يوماً عام 2004.